عجائب خلق الله

كتاب عجائب خلق الله - عمر سليمان الأشقر - للتحميل PDF :
كتاب شيق ذكر المؤلف عجائب صنع الله في خلقه، وذك منها هداية النحل فقال: والنحل تقسم فرقاً، فمنها فرقة تلزم الملك، ولا تفارقه، ومنها فرقة تهيئ الشمع وتصنعه ، وفرقة تبني البيوت، وفرقة تسقي الماء وتحمله على متونها، وفرقة تكنس الخلايا وتنظفها من الأوساخ ، فما أبدع خلق الله. و ذكر لبعض خصوصياتها كرؤيتها ما لا نراه من الألوان... و ذكر أيضا من بين ما ذكر أن هداية النمل من أعجب الهدايات, فصاغ في السياق, قصتها مع جنود سليمان عليه السلام...
ولد الشيخ عمر بن سليمان الأشقر سنة 1335 بقرية قريبة من نابلس بفلسطين , حيث عايش أحداث 1947-1948 بفلسطين. و عاش في السعودية من سنة 1953 الى 1965 و ثم انتقل إلى الكويت, و توفي سنة 1433ه ب الأردن. و لقد تميز في عطائه العلمي الشرعي بالدقة و الوضوح و التركيز. و لقد خلف رحمه الله, العديد من المؤلفات في العقيدة و غيرها, على منهج السلف الصالح. و لقد كان من الحريصين على الدعوة الله.

About the Book

عجائب خلق الله – عمر سليمان الأشقر

– هداية النمل وعجائب صنع الله فيه

ويحدثنا ابن القيم عن نوع آخر من مخلوقات الله، ويبين لنا هداية الله لها في معاشها فيقول :- وهذا النمل من أهدى الحيوانات ، وهدايتها من أعجب شيء ، فإن النملة الصغيرة تخرج من بيتها وتطلب قوتها ، وإن بعدت عليها الطريق ، فإذا ظفرت به حملته وساقته في طرق عوجة بعيدة ذات صعود وهبوط في غاية من التوعر حتى تصل إلى بيوتها ، فتخزن فيها أقواتها في وقت اإلمكان . فإذا خزنتها عمدت إلى ما ينبت منها ففلقته فلقتين ؛ لئال ينبت فإن كان ينبت مع فلقه باثنتين فلقته بأربعة ، فإذا أصابه بلل وخافت عليه العفن والفساد انتظرت به ً يوما ذا شمس فخرجت به ، فنشرته على أبواب بيوتها ، ثم أعادته إليها ، ولا تتغذى منها نملة مما جمعه غيرها .ويكفي في هداية النمل ما حكاه الله – سبحانه – في القرآن عن النملة التي سمع َّسليمان كالمها وخطابها لأصحابها بقولها : يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون– النمل : 81 ، فاستفتحت خطابها بالنداء الذي يسمعه من خاطبته ، ثم أتت بالإسم المبهم ، ثم أتبعته بما يثبته من اسم الجنس إرادة العموم ، ثم أمرتهم بأن يدخلوا مساكنهم فيتحصنون من العسكر ، ثم ّ أخبرت عن سبب هذا الدخول ، وهو خشية أن يصيبهم مضرة الجيش ، فيحطمهم سليمان وجنوده ، ثم اعتذرت عن نبي الله وجنوده بأنهم لا يشعرون بذلك ، وهذا من أعجب الهداية .

وتأمل كيف عظم الله – سبحانه – شأن النمل بقوله : – وحشر لسليمان جنوده من ّ الجن َّ والإنس والطير فهم يوزعون- النمل : 71 ، ثم قال :  حتى إذا أتوا على َّ واد النمل – النمل : 81 ، فأخبر أنهم بأجمعهم مروا على ذلك الوادي ، ودل علىٌ أن ذلك الوادي معروف بالنمل كوادي السباع ونحوه ، ثم أخبر بما دل على شدة فطنة هذه النملة ودقة معرفتها حيث أمرتهم أن يدخلوا مساكنهم المختصة بهم ً ، فقد عرفت هي والنمل أن لكل طائفة منها مسكنا لا يدخل عليهم فيه سواهم ، ثم َّ قالت :  لا يحطمنكم سليمان وجنوده  النمل : 81 ، فجمعت بين اسمه وعينه ، وعرفته بهما ، وعرفت جنوده وقائدهم ، ثم قالت : وهم لا يشعرون النمل : 81 ,عجائب صنع الله …  فكأنها جمعت الاعتذار بين مضرة عن الجيش بكونهم لا يشعرون وبين  لومة أمة النمل حيث لم يأخذوا  حذرهم ويدخلوا مساكنهم ً،  و لذلك تبسم  نبي الله ضاحكا  من قولها ، وإنه لموضع تعجب وتبسم .