لطائف المعارف

لطائف المعارف- الامام ابن رجب الحنبلي -ترجمته: هو الامام العلامة زين الدين عبد الرحمن بن احمد بن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي، ولد في بغداد سنة 736هـ لاسرة علمية شب فيها على العلم وتقدير العلم، فأبوه من اهل الفضل والعلم وكان يقرأ بالروايات...
من شدة اهتمام ابيه بالعلم والتعليم رحل مع ابناءه الصغار الى بيت المقدس ودمشق ومكة وغيرها من البلاد حتى يسمعهم العلم من العلماء، وقد وصل عالمنا ابن رجب مكانة رفيعة في العلم.من شيوخه ابن قيم الجوزية رحمه الله، وابن جماعة، والعالم احمد عبد الهادي المقدسي..ومن تلاميذه القاضي ابوبكر الحنبلي والزركشي وغيرهم كثير.من مؤلفاته:*جامع العلوم والحكم ولاذي شرح فيه الاربعين النووية واضاف اليها حتى اصبحت خمسين حديثا، وهو من اروع الشروحات فيها...*لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف وهو ايضا كتاب رائع فصل فيه اشهر السنة وما فيها من فضائل...*شرح علل الترمذي*الخشوع في الصلاة وغيرها كثير...تميزت مؤلفاته بانها تجمع بين الاسلوب العلمي واسلوب الرقائق، فكتاب جامع العلوم والحكم مع انه علمي ولكنه امتلأ باقوال اجزاء من قصائد ترقق القلوب

About the Book

      لطائف المعارف –  ابن رجب الحنبلي 

رابط الكتاب: إضغط على عنوان الكتاب للتصفح أو التحميل

– بين يدي كتاب لطائف المعارف:

مجلس في فضل التذكير بالله تعالى، ومجالس الوعظ:

خرج الإمام أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله ما لنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا، وزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة، فإذا خرجنا من عندك فآنسنا أهلنا وشممنا أولادنا أنكرنا أنفسنا ؟ فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:(لو أنكم إذا خرجتم من عندي على حالكم ذلكم لزارتكم الملائكة في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بخلق جديد حتى يذنبوا فيغفر لهم. قلت يا رسول الله! مم خلق الخلق ؟ قال: من الماء قلت: الجنة ما بناؤها ؟ قال: لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم).

كانت مجالس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عامتها مجالس تذكير بالله وترغيب وترهيب، إما بتلاوة القرآن أوبما آتاه الله من الحكمة والموعظة الحسنة وتعليم ما ينفع في الدين كما أمره الله تعالى في كتابه أن يذكر ويعظ ويقص وأن يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يبشر وينذر، وسماه الله (مبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) فقيل: سراجا للمؤمنين في الدنيا، ومنيرا للمذنبين يوم القيامة بالشفاعة، وسمي سراجا لأن السراج الواحد يوقد منه ألف سراج ولا ينتقص من نوره شيء،

كذلك خلق الله الأنبياء من نور محمد صلى الله عليه وسلم ولم ينقص من نوره شيء، قال العلماء رضي الله عنهم: والسرج خمسة: واحد في الدنيا وواحد في الدين وواحد في السماء وواحد في الجنة وواحد في القلب، ففي الدنيا: النار، وفي السماء: الشمس، وفي الدين: محمد صلى الله عليه وسلم، وواحد في الجنة: عمر سراج أهل الجنة، وفي القلب: المعرفة، والتبشير والإنذار: هو الترغيب والترهيب فلذلك كانت تلك المجالس توجب لأصحابه ـ كما ذكره أبو هريرة رضي الله عنه في هذا الحديث ـ رقة القلب والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.