سلاح اليقظان لطرد الشيطان

كتاب سلاح اليقظان لطرد الشيطان للتحميل PDF : كلمة (لا إله إلا الله) هي التي ورثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة.وهي الكلمة التي قامت بها الأرض والسموات وفطر الله عليها جميع المخلوقات، وعليها أسست الملة ونصبت القبلة، وجردت سيوف الجهاد. وهي محض حق الله على جميع العباد.وهي الكلمة العاصمة للدم والمال والذرية في هذه الدار والمنجية من عذاب القبر وعذاب النار، وهي المنشود الذي لا يدخل أحد الجنة إلا به والحبل الذي لا يصل إلى الله من لم يتعلق بسببه.وهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام، وبها انقسم الناس إلى شقي وسعيد ومقبول وطريد. وبها انفصلت دار الكفر من دار السلام وتميزت دار النعيم من دار الشقاء والهوان...- إضغط على عنوان الكتاب لقراءة المزيد

About the Book

سلاح اليقظان لطرد الشيطان – الشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان

 

إن ولاية الله لا تصح إلا بالبراءة من كل معبود سواه.قال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)...وقال تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أي جعل هذه الموالاة لله والبراءة من كل معبود سواه كلمة باقية في عقبه يتوارثها الأنبياء وأتباعهم بعضهم عن بعض.

كلمة (لا إله إلا الله) هي التي ورثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة.وهي الكلمة التي قامت بها الأرض والسموات وفطر الله عليها جميع المخلوقات، وعليها أسست الملة ونصبت القبلة، وجردت سيوف الجهاد.وهي محض حق الله على جميع العباد.وهي الكلمة العاصمة للدم والمال والذرية في هذه الدار والمنجية من عذاب القبر وعذاب النار، وهي المنشود الذي لا يدخل أحد الجنة إلا به والحبل الذي لا يصل إلى الله من لم يتعلق بسببه.وهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام، وبها انقسم الناس إلى شقي وسعيد ومقبول وطريد.وبها انفصلت دار الكفر من دار السلام وتميزت دار النعيم من دار الشقاء والهوان.

وهي العمود الحامل للفرض والسنة – ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. وروح هذه الكلمة وسرها إفراد الرب جل ثناؤه وتقدست أسماؤه وتباك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره بالمحبة والإجلال والتعظيم والخوف والرجاء وتوابع ذلك، من التوكل والإنابة والرغبة والرهبة.فلا يحب سواه، بل كل ما كان يحب غيره فإنما هو تبعًا لمحبته وكونه وسيلة إلى زيادة محبته ولا يخاف سواه ولا يرجى سواه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرغب إلا إليه، ولا يرهب إلا منه.ولا يحلف إلا باسمه، ولا ينذر إلا له، ولا يتاب إلا إليه، ولا يطاع إلا أمره، ولا يحتسب إلا به، ولا يستعان في الشدائد إلا به، ولا يلتجأ إلا إليه، ولا يسجد إلا له، ولا يذبح إلا له وباسمه. يجتمع ذلك في حرف واحد هو: أن لا يعبد بجميع أنواع العبادة إلا هو.فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، ولهذا حرم الله على النار أن تأكل من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة، ومحال أن يدخل النار من تحقق بحقيقة هذه الشهادة وقام بها كما قال تعالى (وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ) فيكون قائمًا بشهادته في باطنه وظاهره وفي قلبه وقالبه

فإن من الناس من تكون شهادته ميتة.ومنهم من تكون نائمة إذا نبهت انتبهت، ومنهم من تكون مضطجعة، ومنهم من تكون إلى القيام أقرب. وهي في القلب بمنزلة الروح في البدن.فروح ميتة وروح مريضة إلى الموت أقرب.وروح إلى الحياة أقرب، وروح صحيحة قائمة بمصالح البدن. وفي الحديث الصحيح عنه (إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت إلا وجدت لها روحًا. اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير-).